اكاديمية التنمية البشرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الذكاء الابداعي و القياده الذكيه ذكاء المبدعين و القاده

اذهب الى الأسفل

الذكاء الابداعي و القياده الذكيه   ذكاء المبدعين و القاده Empty الذكاء الابداعي و القياده الذكيه ذكاء المبدعين و القاده

مُساهمة  محمد عبد الهادي حسين الأربعاء أغسطس 27, 2008 1:01 pm

ذكاء المبدعين
والقادة



يمثل العمل في نظرية تعدد الذكاء محاولة للتجميع والتفصيل. هذا يعنى أن نأخذ مفهوم الذكاء الذي كان موحدا في الماضي ونقسمة (كما أتمنى ) عبر الخطوط التي أرادتها الطبيعة. ومع ذلك، وحتى ينجح هذا الجهد فانه يحتاج إلى عدم الخلط بين الذكاء والفضائل الأخرى وهناك أهمية للفصل بين الذكاء والأخلاق.ولكن ماذا بشان السمات الإنسانية القيمة الأخرى، خاصة تلك الموجودة في المجال العقلي، مثل الإبداع والقيادة ؟ فهل يعتبر المبدعين والقادة أذكياء ؟وان كانوا كذلك ، فبأي شكل ؟ أناقش في هذا الفصل مثل هذه الأسئلة.
لم يخلق الناس متماثلين، وكذلك ليس للجميع نفس أنواع الذكاء، أجد اكثر الملاحظات شيوعا بين الثقافات هو أن الأطفال الصغار قد يتوقفون في بعض الحروف. فهناك أطفال يتعلمون الكلام، والغناء أو حفظ الأغاني ويجدون طريقهم في الأماكن غير المألوفة ويجيدون أو يفيزون في الألعاب البدنية أو العقلية وما الذي في سن المبكرة عن أقرانهم. عندما يظهر تفوق هؤلاء الأطفال، فأننا ندعوهم بالموهوبين، وعندما يكونوا مبكرين بحق في أمكنهم الذهنية. ويؤدون على نفس المستوى البالغين في حين انهم لا يزالون في المهد فإننا ندعوهم بالعباقرة.
من الرائع مراقبة العباقرة، فهم يقدمون الدليل الكاشف للانفصال أنواع الذكاء. ولكن من المهم أن نلاحظ أن الإجفال الموهوبين والعباقرة خبراء مبكر ينفي إمكاني اتهم الذهنية، فهم يتفوقون تحديدا في هذه الأنشطة التي يستطيع الكثير من الكبار فوق العاديين تنفيذها. نتوقع من عازفي الكمان في أوركسترا سيم فونى أن يؤدوا ببراعة فنية، ونتوقع علماء الرياضيات الذين يدرسون في الجامعات أن يكونوا قد برعوا في الإثباتات لمادتهم ، نتوقع من أبطال

الشطرنج أن يفوزوا بسهولة في معظم مباريتهم . في كل مجال من هذه المجالات ، نجد أن العباقرة وهم صبية صغار تفتح ذكاؤهم بسرعة كافية مما يجعلهم قادرين على الصمود أمام الكبار ذوى الخبرة . وبالرغم من ذلك ، في النهاية يلحق صغار أيخرون – الذين تاجروا قليلا – الخبراء الكبار سواء كانوا عباقرة سابقين أم لا – والذين يقدرون على الأداء بشكل متميز يحظون بإحتفاءنا . انتقل الآن إلي رسم حد فاصل أخر في مجال الإبداع أثناء تكوين مفاهيم الإبداع ، والموهبة ، والعبقرية :
يتوازى تعريفى للأبدع بوضوح ، حيث يكون الناس مبدعين عندما يتمكنوا من حل المشكلات ، وتخليق منتجات أو إثارة قضايا في ميدان ما بطريقة مبتكرة في الإحساس ولكنها تصبح مقبولة في النهاية لدى محيط ثقافي واحد إن اكثر . وبالمثل ، فان العمل يكون إبداعا إذا ظهر في البداية بفضل حداثته ، ولكن في النهاية يصبح مقبولا في مجال ما . فالاختبار الحق للإبداع بسيط : هل تغير ميدان المعرفة تبعيا في أعقاب العمل الإبداعي المزعوم ؟
دعوني أؤكد العلاقة بين تعريفاتى للذكاء والإبداع . يتعلق كلاهما بحل المشكلات وتخليق المنتجات . يشتمل الإبداع على فئة إضافية تتمثل في طرح الأسئلة الجديدة- وهو أمر ، في نظري – لا يتوقع من شخص ذكى "
س : كيف يختلف الذكاء عن الإبداع ؟
أولاً : أن الشخص المبدع عادة ما يعمل في مجال معرفة ما أو نظام ما أو حرفة ما حتى Leonado Vinci الذي كان ربما رجل عصر النهضة في العالم الغربي (فقد ارتبط هذا المسمى به في عقولنا ) ، كان مبدعا في مجالات معينة كالرسم والاختراع ، ولم يكن شبه مبدع في مجالات أخرى . يبرز اغلب المبدعين في مجال واحد ، أو اثنين على الأكثر .
ثانيا : أن الشخص المبدع يقوم بشيء جديد في الأساس ، ولكن اسهامة لا ينتهي عند الحداثة – فمن السهل جدا القيام بشيء مختلف فقط . إنما ما يحدد العمل الإبداعي أو المبدع هو القبول التام لتلك الحداثة ومرة أخرى فان الاختبار الحقيقي للإبداع وهو تأثير الموثق على المجال أو المجالات المرتبطة به .
يركز تعريفي على ما اسماه طلابي –الإبداع الذى يؤثر في مجال ما. لاشك أن هناك حالات كثيرة من الإبداع البسيط في المستوى وفي النطاق – في الأشياء الجديدة التي تدخل البهجة ، وربما تؤثر في مجال ما بدرجة صغيرة . ومن المؤكد أن بعض الناس يرتبطون بأنواع من الإبداع المتوسط المستوى ، تكون نتائجه كنتيجة المقطوعة الموسيقية التي لا تصل إلى المستوى، " افضل أربعين مقطوعة " أو كالكتاب الذي يلخص مجالا جديدا في الدراسة من اجل عامة الناس ، أو كبطولة الشطرنج المفتوحة والتي تسير بشكل جيد في بعض أنواع السياق . بالرغم من ذلك فلكي نفهم مفهوم الإبداع بمعناه الكامل ، على أن ينظر إلى الناس الذين أثروا بحق في المجالات المختلفة : مؤلفين موسيقينين بأمثال Richard Wagner ، Jhon Lennon ، كتاب مثل Johann Wolfgang vonGoethe ، Virginia Woolf علماء مثل Niels Bohr ، صناع سينما مثل Ingmar Bergman ، Steven Spielberg .
إننا لا نتوقع في العلوم الاجتماعية الوصول إلى اكتشافات عظيمة كتلك التي تحدث في علوم الفيزياء النظرية أو علم الأحياء الجزئي. معظم الإبداع متواضع ؛ فالمبدعون متوسطو المستوى هم القاعدة . ومع ذلك، فإنني أؤكد على أن التقدم قد تم في مجال علم الاجتماع عندما اقترح العالم النفسي Mihaly Csikzentmihalyi بأنه علينا ألا نسأل من هو المبدع . ففي صياغة Csikzentmihalyi الرائعة ، ينتج الإبداع من التفاعل بين ثلاث عناصر منفصلة : (1) الفرد ( المحتمل ) إن يبدع ، بموهبه أو مواهبها ، وطموحاته ، ونقاط ضعفه الشخصية ؛ (2) مجال الإنجاز الموجود في الثقافة ؛ و(3) الحقل ، مجموعة الأفراد أو المؤسسات التي تحكم على نوعية العمل الناتج في الثقافة . أثناء أي من الفترات التاريخية ، يكون الناس إما منتجين لأعمال رائدة في مجال معين ، أو متقنين لها ، كما هو الحال في النظام الرمزي المفضل حالياً . يختار الحقل من بين الأعمال العديدة الناتجة القليل الذي يتفوق . وفي النهاية فالقليل جداً من هذه الأعمال المتميزة هي التي تغير الشكل أو المحتوى في المجال ، وهذه الأعمال والأفراد الذين ابتدعوها هي وحدها ما يمكن اعتبارها إبداعاً ، بالمعنى المعروف .
عندما يصف Csikzentmihalyi الإبداع بهذا الشكل فإنه يبعده عن نفسية الفرد – الوحدة القائمة بذاتها المنبثقة عن الفرد أو مخه . وليس هذا بالطبع لإنكار أن الأفراد عنصر أساسي للإبداع – على الأقل ، في عصر ما قبل الآلة الذكية . على العكس ، ولكنه لجذب الانتباه لحقيقة أن " الإبداع " يمثل بشكل أساسي وحتمي حكم المجتمع . فالمصير النهائي لما أنجزه الفرد هو الذي يحدد إذا ما كان مبدعاً أم لا . يجذب مفهوم ( الحقل ) الانتباه إلى حقيقة أن الإبداع يمثل بشكل أساسي وحتمي حكم المجتمع .
هذا إذن يكون الاختلاف الحاسم بين الذكاء والإبداع . فقد يعكس الذكاء أمر له قيمة في المجتمع ، ولكنه في النهاية يكون نتيجة لعملية بسيطة وماهرة " لكومبيوتر " واحد أو أكثر في عقل أو مخ الفرد . أما الإبداع فمختلف . فمن الواضح أن هناك رغبة في الحصول على كمبيوتر معرفي مصمم جيداً ويعمل بكفاءة ( أو أثنين أو أكثر من مثل هذه الأجهزة العصبية ) . ومع هذا ، فحتى أفضل تصميمات أجهزة الكمبيوتر لا تعد بالإبداع .
تثير هذه النظرية إلى الإبداع سخط بعض الناس . فهم يقولون أن الإحساس بالإبداع أو الاستغراق بشدة ما ( كما يحدث عندما يرسم الطفل ) يمثل القيام بعمل إبداعي . يركز نقاد آخرون على الفنانين ، والكتاب ، والعلماء ، وآخرون تم تجاهلهم في عصرهم ، ليتم الاعتراف بهم بعد موتهم – مما يشير إلى ، كما يقول النقاد – غباء أو سخافة حكم المجتمع ، أو الحقل .
بفرض صحة أن الحقل – وهو المؤسسات والأفراد العالمين بأمور المجال – ليس عادلاً ، ومن المؤكد أنه لا يعتمد عليه في المدى القصير ؛ لكنه الآلية الوحيدة التي لدينا لإصدار أحكام شرعية حول الأعمال . ومن ثم – رضينا أم لا نرضى ، فعلينا أن نعتمد على تقيمات الحقول ، وإعادة تقيماتها على مر السنين . فربما لم يتم تكريم Emily Dickinson أو Vincent Van Gogh في عصرهما ، ولكن على الأقل فقد أنقذهم الحقل في عصرنا نحن ، وإذا لم يعجب شخص ما بالحقل – كما هو الحال مثلاً مع Freud الذي لم يعجب بزملائه من العلماء النفسيين – فيمكنه –دائماً أن يحاول إبداع مجال جديد أو حقل جديد . هذا تحديداً ما قام به Freud بتأسيس مجال التحليل النفسي لقد استثمر عندها حقله الجديد الذي رأسه – مع السلطة لإصدار القرارات حول العمل المبدع في هذا الميدان .
الشخصيات المبدعة :
في حالة نادرة من حالات الاتفاق بين علماء الاجتماع ، اتفق معظم طلاب الإبداع على أن الناس يحتاجون إلى عقد من الزمان على الأقل للسيطرة المعرفية والمهارية على ميدان ما وعقد أخر للقيام بعمل يكون مبدعاً بدرجة كافية لتغير ذلك المجال ، تحتاج السيطرة إلى الآلاف من ساعات العمل الموجهة للمجال – لحل المسائل الرياضية أو التدريب على الأحياء أو الكيمياء . فهذا العمل ، والمرتبط بواحد أو أكثر من أنواع الذكاء ، هو عمل معرفي بأفضل معنى للكلمة .
مع ذلك ، فالسيطرة لا تتساوى مع الإبداع . اقترحت الدراسات التي تناولت أكثر الناس إبداعاً بأنهم أقرب إلى التميز من ناحية المكونات الشخصية وليس القوة العقلية المجردة . وبحلول الوقت الذي يكونون قادرين فيه على تنفيذ العمل الذي يتصف بالإبداع ، فإنهم يكونون مختلفين بالفعل عن أقرانهم من حيث الطموح ، والثقة بالنفس ، شغفهم لعملهم ، المثابرة ( الجلد ) ، باختصار ، الرغبة في الإبداع ، وترك بصمة على العالم ، الفرق بين الشخص الذكي والشخص القابل لأن يبدع هو الذي يصنع الحس الحدسي ، فجميعنا يعرف أشخاصاً ذوي مهارة عالية ، وسرعة ، وهم أقرب للوصول إلى حل اللغز قبل غيرهم ( أولاً ) ، إنهم أذكياء بالمعنى التقليدي ، لكن كثيراً منهم يكتفي بتعلم أشياء أكثر أو الدخول في محاولات ملحة ومتزايدة لحل ألغاز أو حيرة الآخرين .
على النقيض نجد أشخاصاً آخرين لا يبرزون من ناحية السرعة أو الشهية العقلية العامة ، لكنهم يبتعدون عن المشكلات التي يتأملها الآخرون ، إنهم أقرب إلى الغوص بعمق في مجال ما واكتشاف بعض الحالات الشاذة أو الألغاز بأنفسهم . قد يحاولون في البداية إبعاد تلك الحالات الشاذة عن الطريق ، كما فعل Freud عندما سمع لأول مرة وهو طالب عن الأسباب الجنسية للهستريا ، أو Darwin عندما أستشعر لأول مرة أن تطور الأجناس تم عبر أحقاب من الزمن ونتيجة للانتقاء الطبيعي ، أو Picasso عندما وجد أن صديقه Getrude stein لا يمكن استرضاؤه باللوحات العادية . لا تنتهي هذه الحالات الشاذة من تلقاء نفسها ، ينتهي الأمر بالمبدعين المحتملين إلى أن يختاروا أن يفرغوا طاقاتهم في محاولة فهم حقيقة ما يجري . وبالطبع فإن عدد الذين يرغبون في أن يكونوا مبدعين أكثر بكثير من الذين ينجحون بالفعل : فقد لا يكون الحل المقترح مرض ، أو قد يكون مرض للمبدع ولكن يصعب على الحقل الذي يصد الحكم إدراكه .
حرصت على ألا أدعي أن السمات الشخصية في المبدعين فطرية . حقيقة أشك في أن بعض الناس قد ولدوا أكثر طموحاً ، أو مثابرة ، أو التزاماً بترك بصمة على العالم . قد ترتبط هذه النزعات في الغالب ببعض الميول الفطرية – مثلاً ، أن يكون الفرد أكثر نشاطاً أو تحملاً عند التعرض للضغط وليس خجولاً ومتقاعساً . إذا كان هذا صحيحاً ، فلماذا يبدو على الناس في الأعمار ما بين العاشرة والعشرون أن البعض لديهم ميول وشخصية الخبير المستقبلي ، في حين يبدو على البعض الأخر صفات نربطها نحن بالعبقرية ؟ ينبئنى ظنى أننا نتعامل مع عدد من العوامل المختلفة والمتزامنة ، وبتجميعها سوياً ، تقود بعض الناس إلى أن يكونوا المبدعين المأمولين . من بين تلك العوامل ، أقترح ما يلي :
1. التعرض المبكر لأشخاص آخرين سعداء باغتنام الفرص ولا يعترفون بالفشل بسهولة ( مثلاً ، من المفيد أن تولد في Renaissance Florence ) .
2. فرصة التفوق في مهنة واحدة على الأقل منذ الصغر .
3. النظام الدراسي الكفء والمنضبط حتى يمكن إتقان مجال ما من قريب أو بعيد في الصغر .
4. البيئة التي تشد من صلابة الشاب باستمرار بحيث يظل الإنتصار دائماً متاحاً ، دون أن يكون تحقيقه أمراً بالغ السهولة .
5. الأقران الذين يرغبون في التجريب ولا يعيقهم الفشل .
6. الترتيب المتأخر في الميلاد أو الوضع العائلي غير العادي واللذان يشجعان أو على الأقل يحتملان المقاومة.
7. بعض أنواع العوائق المادية ، أو النفسية ، أو الإجتماعية أو الحالات غير العادية التي تجعل الفرد مهشماً أو " مهمشة " في جماعته .
هذه القائمة ليست سوى تأملات . لا شك أن هناك بعض أنواع الإبداع التي لا تتلائم مع هذا المعيار وأنواع غير إبداعية تتلائم معه . على سبيل المثال ، لا يزال علي اكتشاف نظرية للإبداع تشرح نشأة أعظم علماء الفيزياء تميزاً Isaac Newton من أصول مجهولة في القرن السابع عشر بانجلترا .
في المقابل ، فمن المفيد أن نأخذ بالاعتبار تشابه الإبداع بالنسبة لتوأم ، أو أخ أنفصل عند الميلاد وتعرض لمجموعة من الظروف المعاكسة ( السابق ذكرها ) :
1. عدم الاتصال بأشخاص ينتهزون الفرص أبداً .
2. عدم التشجيع على التفوق في مهنة ما .
3. غياب الفرصة لاتقان حقل ما .
4. غياب الآباء أو المدربين الذين يدفعون للأمام بثبات ولكن بحرص .
5. غياب الرفاق الذين من الممكن أن يشاركوا في التجارب .
6. أن يكون الطفل الأول أو فرد في عائلة تقمع علامات المقاومة .
7. أن يكون الفرد سوياً تماماً ( في المعدل الطبيعي ) بالنسبة لمجتمعه .
8. الانتقال إلى محيط ما حيث يتم تجاهل محاولات التوسع العقلي أو إخمادها فعلياً .
أعترف أنه من الصعب تخيل بيئة شديدة الإعاقة للروح الإبداعية ولكن توصيفها على الأقل يذكرنا بأن الوضع الصحيح للجينات نادراً ما يكفي لإنتاج شخص مبدع .

محمد عبد الهادي حسين

المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 26/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى