اكاديمية التنمية البشرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الذكاء الاخلاقي ماهو كيف يتم التدريس في ضوئه

اذهب الى الأسفل

الذكاء الاخلاقي  ماهو   كيف يتم التدريس في ضوئه Empty الذكاء الاخلاقي ماهو كيف يتم التدريس في ضوئه

مُساهمة  محمد عبد الهادي حسين الأربعاء أغسطس 27, 2008 12:53 pm

الذكاء الأخلاقي
هوارد جاردنر






عندما نتتبع فكرة الذكاءات المتعددة ، فإنها مجرد مسألة وقت قبل أن يظهر من يطلق مصطلح " الذكاء الأخلاقي " وفي الواقع إذا وسعنا الفكرة المعيارية للذكاء لكي تشتمل علي معرفة المخلوقات البشرية ، فإن أحد أنواع الذكاء في عالم الأخلاق تصبح مقبولة ظاهرياً . ولكن ما لم ننشيء ببعض الدقة العلاقة بين المعرفة ، والأفعال ، والقيم فإن الاعتراف بالذكاء الأخلاقي يخفي خطراً ملحوظاً.
عندما وضعت القائمة الأصلية لأنواع الذكاء لم آخذ في اعتباري بجدية احتمال الذكاء الأخلاقي . فقد تمسكت بالانفصال القائم منذ فترة طويلة بين الوصف والإرشاد ، ومن ثم ، اعتبرت الذكاءات المتعددة أنها بصورة حتمية " علي الحياد أخلاقياً " أو " لا علاقة لها بالقيم " . أيضاً . إضافة الذكاء الأخلاقي إضافة صريحة سوف يستلزم رسم حدود لمنطقة متميزة تدعي " الأخلاق " حيث يظهر الأفراد في إطارها مهارات جاهزة قابلة للقياس . والي المدي الذي كنت مهتماً به ، كانت الأخلاق تمثل فرعاً من فروع نظام القيمة الثقافي . يهيمن الأفراد علي نظام القيمة في ثقافتهم من خلال أنواع الذكاء المتمثلة في الذكاء اللغوي ، الذكاء المنطقي والذكاء الشخصي وسواء تمسك الناس بنظام القيمة أو عملوا علي عكس اتجاهه بطرق بنائه أو مدمرة ، فإن ذلك يعتبر قراراً شخصياً ، وليس داخلاً في النظام الحسابي الذي أطلق عليه " ذكاء " . هذا التقسيم بين ما هو " صحيح " وما هو " خير " قد أخذ حصانة في الحضارة الغربية ، تلك الحقيقة التي تعني الكثير من الثقافات الأخرى قد أدمجت معاً عالم المعرفة والفضيلة تاركة كل ما يتعلق بالغربيين لم يمس ، إذا لم يكن محيراً . الأخلاق كما هو الحال مع الشخصية ، قد يكون مهماً ولكنه شيء والذكاء شيء آخر .

علامات (دلالات وشواهد) من الذكاء العاطفى والروحى
Clues from Spiritual andEmotional intelligences

لقد تحول المسح الذي قمت به حديثاً عن أنواع الذكاء المرشحة في ضوء المعايير إلي حالة إضافية للذكاء واضحة – من منظور المذهب الطبيعي – وقد أظهر المسح إمكانية أن يمثل " الذكاء الروحي " إشكالية . وفي الواقع ، توجد دلالة واحدة فقط في الذكاء الروحي تبدو متطابقة مع حالات أخرى من الذكاء : القدرة علي التفكير في موضوعات كونية ووجودية – من وجودنا ودورنا في الكون ، إلي طبيعة الحياة والموت ، الخير والمصائب . في معظم المجتمعات نجد أن النظم الدينية ، أو الخرافية ، أو الفلسفية المنظمة تتعامل مع هذه الموضوعات ، ولكن الأفراد قد يطورون بأنفسهم الأطر الروحية والوجودية الفريدة والخاصة بهم . بينهم لست مستعداً بعد للإعلان عن الحالة التاسعة للذكاء ، فإنني علي استعداد لقبول إمكانية أن هناك نزعة إلي التأمل بأن الشئون الكونية أو الوجودية النهائية تشكل قدرة ذهنية إنسانية مميزة.
كيف يمكن لنوع الذكاء الوجودي التأثير علي وضع الذكاء الأخلاقي ؟ من أحد الأوجه ، فإن الاعتراف بنوع الذكاء الوجودي قد تعمل علي تمهيد الطريق . وعموماً ، إذا كان العالم الأخلاقي يبدو بصورة غامضة أنه غير معرفي ، حينئذ يمكن القول بأن نوع الذكاء الوجودي ( وبالتأكيد الروحية ) سوف تكون بالمثل مميزة . ومع ذلك ، من نقطة أفضلية أخرى ، فإن الذكاء الوجودي لا يوفر تدعيماً للذكاء الأخلاقي . نوع الذكاء الوجودي يمكن أن نراها في أي فرد ، والذي يظهر سهولة وضوح وعمق في التفكير يمكن أن نراها في أي فرد والذي يظهر سهولة وضوح وعمق في التفكير حول الغايات النهائية للأمور ، سواء أكانت الأفكار ايجابية أو سلبية أخلاقية أو غير أخلاقية ، مفتوحة النهاية أو حاسمة . هناك أسماء كثيرة توصف بالذكاء الوجودي نذكر منها : David Koresh و Saint Joan وأيضاً Gregory Rasputin .
المسألة الأساسية هنا تتمثل فيما إذا كان المرء يستطيع أن يفكر في مهارة العالم الأخلاقي ، بصورة مستقلة عن الاستخدامات المعينة التي يجب أن توضع فيها تلك المهارة . المثال الأخير عن " الذكاء العاطفي " يعتبر مثالاً تثقيفياً . في هذا الكتاب " الذكاء العاطفي " يصف Daniel Goleman مجموعة من القدرات التي لها علاقة بمعرفة العواطف ، التحكم في العواطف والحساسية تجاه عواطف ذات الشخص أو الآخرين . تتفق هذه الخصائص بصورة مريحة مع ادراكي الشخصي لأنواع الذكاء التي بين الأشخاص أو داخل الشخص ، ولكن عندما تحدث Goleman عن الذكاء العاطفي باعتباره يتضمن مجموعة محددة من السلوكيات المقترحة – التعاطف ، مراعاة حقوق الآخرين ، أو العمل من أجل جعل وظائف الأسرة أو المجتمع المحدود أكثر سلاسة في أداء وظائفه – فإنه يترك عالم أو دنيا الذكاء هذه في المفهوم أو المعني الأكاديمي البحث ويدخل معها مجالات القيم والسياسات الاجتماعية المنفصلة .






يعتمد وجود الذكاء الأخلاقي علي وجود منطقة نفوذ أخلاقي واضحة المعالم . علي أحد الأوجه ، يجب أن تمتد هذه المنطقة من النفوذ الأخلاقي فيما وراء المناطق العادية لأنوع الذكاء بين الأشخاص وداخل الشخص ذاته ، وعلي والوجه الآخر ، لا ينبغي أن تتفق مع أية مجموعة إلزامية للسلوكيات أو الاتجاهات الأخلاقية . في محاولة لوضع معالم الحدود الفاصلة لمنطقة النفوذ الأخلاقي قد جادل العلماء في عدد من الموضوعات المثيرة للخلاف ، بما في ذلك العلاقة بين الفعل الأخلاقي والحكم الأخلاقي ، امكانية وجود ميثاق أخلاقي عام ، ودور الفضائل الأساسية مثل العدالة ، الصدق والرعاية . وإذا أخذنا في الاعتبار مئات المواقف الفلسفية ، والكثرة الوفيرة من البيانات البحثية في عالم الاجتماع المرتبطة بهذه الموضوعات ، فإن من الصعب تصور الوصول إلي وذع معالم فاصلة ترضي كل الأطراف . لحسن الحظ مع ذلك ، فإن مشروعي هنا ، لا يتوقف علي تعريف اتفاقي ، ولكن علي مفهوم يحقق هدفين :
أولاً :- يتضمن الأفكار الأساسية التي قد ألقي الباحثون عليها الضوء في هذا الحقل
وثانياً : - السماح بمزيد من الكشف عن العلاقة بين الذكاء ( بمعناه الواسع ) والأخلاق.
في مركز دائرة النفوذ الأخلاقي يوجد اهتمام بتلك القواعد السلوكيات والاتجاهات التي تحكم قدسية الحياة – وبصفة خاصة قدسية الحياة الإنسانية ، وفي حالات كثيرة قدسية المخلوقات الحية الأخرى والعالم الذي يعيشون فيه . تستلزم الحاسة الأخلاقية القدرة علي التعرف على، وتقيين مثل هذه الموضوعات . من الواضح أن كثيراً من أوجه الحياة يقع خارج دائرة نفوذ الأخلاق : يصور كل مجتمع ملامح ممارسات واتفاقيات لا حص لها والتي تسهل الحياة اليومية دون أن تنال من قريب أو بعيد ما هو مقدس أو متعلق بالوجود الإنساني . ولكن عندما يتعد المرء علي حقوق الآخرين عند تعامله مع المخلوقات البشرية الأخرى ، وعلي فرصهم في الحياة ، وزيادة علي ذلك علي أن يعيشوا في سهولة ويسر ، فإن المرء في هذه الحالة يكون قد دخل منطقة النفوذ الأخلاقي . تعرف كل المجتمعات بطريقة أو بأخري الفرق بين قانون المرور وقائمة مثل " الوصايا العشر " ؛ الاختلافات بين المجتمعات المتأصلة في إمكانية أن يضع المرء خطوطاً فاصلة بين ما هو عملي ، وما هو اجتماعي ، وما هو اخلاقي .
انطلاقاً من هذا التعريف ، نستطيع أن نبدأ في إدراك ما قد يظهره أولئك الأفراد ذوو القوي في الذكاء الأخلاقي :
• الاستعداد للإعتراف بالموضوعات التي ترتبط بقدسية الحياة في أوجهها المتعددة.
• التسهيلات في التحكم في طرق الأداء والتوثيق للرموز التقليدية التي تعالج الموضوعات التي تعتبر في حكم المقدسة .
• إثبات الالتزام بالتفكير التأملي حول مثل هذه الموضوعات
• القدرات الكامنة للذهاب فيما وراء المناهج التقليدية إلي خلق أشكال أو عمليات جديدة تنظم أوجه التفاعلات الإنسانية المقدسة إلي حد كبير .
كما هو الحال مع القوي الأخرى ، يختلف الأفراد من شخص إلي شخص آخر في المدي الذي يمكن أن يظهروا العلامات المبكرة لهذه القدرات وأنهم يختلفون أيضاً في المدى الذي يصلون إليه ، والتسهيلات التي يستطعون بها توظيف هذه المهارات والحسابات إلي حدها الأقصي . في كل الاحتمالات تلعب حالة الثقافة السائدة دوراً محورياً في نطاق النفوذ الأخلاقي في غياب الثقافة التي تسود فيها هذه الموضوعات .
الاعتبارات العلمية
بالنسبة لبعض المعايير ، تبدو القدرة أو المهارة في نطاق النفوذ أو الميدان الأخلاقي في وضع توصف معه علي أنها ذكاء . عندما يصل عمر الأطفال إلي سنتين ، بعضهم يمكنهم أن ينمي حاسة التمييز بين الصواب والخطأ وخلال مرحلة الطفولة تخضع هذه الحاسة الأخلاقية إلي خاصية مسار منحني القذيفة ( الارتفاع إلي أعلي ثم الهبوط من نقطة معينة ) . وكما قد أظهرت بعض البحوث ، فإن بعض المعالم المعرفية تصاحب الأحكام والأفعال الأخلاقية ، ولكن الاحساس الأخلاقي لا يمكن النزول به إلي حد التعقيدات المعرفية العامة . مما لا شك فيه أن المجتمعات قد طورت نظماً رمزية لفك شفرات الاعتبارات الأخلاقية ومعظم المجتمعات قد كلفت أشخاصاً محددين مثل القضاة والشيوخ ( كبار السن ) ، علي أنهم مؤهلون بصفة خاصة لمنطقة النفوذ الأخلاقي . إن الدليل حول تطور الحاسة الأخلاقية ، وحول إمكانية تمثيلها في المخ البشري من الأمور التي تتطلب المزيد من الفكر والتأمل ، ولكن أصبح من الواضح أن الرئيسات ( أعلي رتب الثدييات بما فيها الإنسان ) لديها حاسة أولية للصحيح والخطأ . الأكثر من هذا أن علماء النفس التطوريين وصلوا إلي الاعتقاد بأن حاسة العدل هي ناتج الاختيار الطبيعي في الأنواع البشرية . تتراكم الأدلة أيضاً بأن بعض أنواع العلل النفسية والعلل الاجتماعية ترتبط بضعف حاسة التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ أو من التفكك بين هذه الحاسة وبين العواقب العاطفية.
تتمثل الطريقة الأخرى في تناول الذكاء الأخلاقي في المرشح في دراسة الأبعاد الأخلاقية للأفراد الذين قد أنجزوا أعمالاً معرفية بطولية غير عادية . لقد درست حوالي ثلاثين شخصية من المبتكرين والقادة المتميزين مع الأخذ في الاعتبار أعمالهم غير العادية بصرف النظر عن مدي ارتباطها بالموضوعات الأخلاقية . ( في اللمحات المتعمقة عن حياة الأشخاص التي ظهرت في كتابي : ( العقول المبدعة والعقول القائدة Creating Minds and Leading Minds ) ونحن نعرف الآن كيف ترتبط أنواع الذكاء بحياة هؤلاء الأفراد ) . عند الرؤية من خلال عدسات أخلاقية نجد أن حياة هؤلاء المبدعين في العصر الحديث الذين درستهم ممن يمكن – بأي مقياس – أن ينظر إليهم علي أنهم مثالاً أخلاقياً في حياتهم الشخصية . في الواقع ، شخصيات مثل :
Pablo Picasso , Simund Freud , Martha Grahorm , T.S Eliot , Igor Stravinsky وحتى Albert Einstein وسوف يكون من السهل علي أولئك الشخصيات أن توصف بالأخلاق المريضة ، بنفس السهولة بأن توصف بأخلاق القديسين . وللأسف ، كل من هؤلاء الرجال والسيدات لم تظهر عليه أية حساسية أخلاقية في كثير من أوجه حياتهم الشخصية .
ومع ذلك من السهل طرد أي من هؤلاء الأفراد علي أنهم بعيدين عن دائرة النفوذ الأخلاقي . إنهم ربطوا أنفسهم بقضايا أخلاقية معينة ، تبدأ من تدعيم آينشتاين Einstein لحركة السلام Pacifism والصهيونيةZionism وقد تبني Picasso أيدلوجيات الشيوعية وحركة السلام . والأكثر من ذلك وكما أشار Mihaly Csikszentmihalyi ، بأن المبدعين البارزين عادة ما يظهرون حاسة حادة – تلك التي تشكل حدودً للعملية الأخلاقية أن لم يكن الأخلاق ذاتها – حول كيف يمكن تنفيذ العمل في دوائر ميادين معينة . ومن ثم ، أصرت Martha Graham علي تنفيذ الرقصات بصورة كاملة ، وطبق T.S Eliot مبادئ صارمة بطريقة عقلية عادلة تدعو للأعجاب عند تقييمه شعر الأخرين . بطريقة الاقتحام البوليسية العنيدة أعاد تفسير ما حققه من أهداف شخصية وما حققه الآخرون ، آينشتاين تبني القيم الجمالية المتمثلة في البساطة والجمال في أعماله ، وأغلق عينيه عن النتائج العملية التي ظهرت كوسيلة لإفساد هذا الانسجام .
عند التحول إلي أولئك الذين قد أصبحوا في النهاية قادة بمفهوم أقرب إلي ان يكون تقليدياً ، يجد المرء علامات معينة ذات ارتباط بالموضوعات الأخلاقية . في أزمنة مبكرة ، توافق هذا الارتباط نمطياً مع اهتمام بالموضوعاات الدينية ، أما من خلال الدين كتنظيم موثق أو عن طريق الفضائل الدينية ، أما من خلال الدين كتنظيم موثق أو عن طريق الفضائل المنبثقة عن قيم أخلاقية شخصية . أشخاص مثل Martin Luther King و Jr وأيضاً Robert Maynard Hutchins جاء من خط الكهنة الدينيين ، وقد تشربوا الاهتمام بالمسائل الاخلاقية كجزء من بيئتهم الأسرية آخرون مثل J.Robert Oppenheimer وأيضاً Mahatama Gandhi تمسكوا بالاهتمام بمعالجة ومعاملة الآخرين وعواقب انتهاك الميثاق الأخلاقي للمرء وحتى مع الأشخاص الذين يتبنون المنهج الشمولي ( الدكتاتورية ) في السياسية والأخلاق يستطيع المرء أحياناً تحديد الذين يجدون أنفسهم مدفوعين لرفع نوع ما مبكر من " الأذي "" سواء أكانت خلفياتهم ذات إمتيازات خاصة كما هو الحال V.I. Lenin ، Mao Zedong أو من الطبقات الفقيرة كما هو الحال مع Adolf Hitler ، وأيضاً Josef Stalin . كشفت دراسات عديدة أيضاً أن الأطفال الموهوبين أكثر احتمالاً من زملائهم في إثارة موضوعات ذات طبيعة أخلاقية ، علي الرغم من أن هذا الاهتمام لا يعني بالضرورة أنه نتيجة التمسك بميثاق المجتمع المحيط بهم .
من المحتمل أن أكثر أشكال الاهتمام بالأخلاق وضوحاً تأتي من التدريب ( والتدريب الذاتي ) الذي حصل عليه Angelo Roncalli بصفته " البابا John الثالث والعشرين " . سعي Roncalli إلي الالمام والسيطرة علي كل مدركات دينه ، وأن يطبقها في حياته اليومية ، ملقياً علي نفسه أقسي أنواع التأنيب النفسي الذاتي في المواقف التي ينتهك فيها مبدأ أخلاقياً صريحاً . في المناسبة الوحيدة المسجلة ، عندما طلب منه أن يختبر حدود الميثاق الأخلاقي الكاثوليكي ، تلقي تأنيباً قاسياً من المشرفين عليه . ومن ذلك الحين احتفظ Roncalli بشكوكه لنفسه فقط . فعل هذا بنجاح علي مدي سنوات ، إلي أن وضع في منصب ديني حيث أتيحت له الصلاحيات بأن يضع لنفسه وبنفسه مجموعة الاهتمامات الأخلاقية الشخصية .
الكثير من المبدعين المتميزين قد طوروا حاسة قوية لمدي ملائمة التحركات المسموح بها وغير المسموح بها داخل نطاق نفوذهم الذاتي وبصراحة هذه المنطقة ليست منطقة أخلاقية في ضوء الموضوع المطروح حالياً تنعكس في مواقف معينة علي أفراد آخرين من البشر . يختلف المبدعون اختلافا كبير من شخص إلي آخر ، عندما يكون الأمر متعلقاً بالمعتقدات القوية التي تذهب معهم إلي بيئة أعمالهم ،إذا ما كانت تصبح سارية المفعول في علاقاتهم الإنسانية والمجتمعية بصفة عامة . في معظم الحالات هذا الخط متقطع في أحسن الاحتمالات . ومن بين أولئك الذين تتركز خبراتهم النهائية في التعامل مع المخلوقات البشرية الأخرى ، هناك احتمال كبير في أن يواجه المرء حالات مبكرة النضج عقلياً مع الموضوعات الأخلاقية بالنسبة لبعض الأفراد مثل Gandhi يبدو أن هذا الاهتمام يعكس حرصاً محكماً بالتأثيرات التي تحدثها تصرفات المرء علي الآخرين . ومع آخرين حالاتهم أقل سعادة ، قد يعكس الاهتمام مشاعر الشخص بأنه يعامل بصورة غير عادية إما بصفة شخصية أو بصفته عضواً في جماعة معينة.
والالتزامات الأخلاقية الخاصة " بالروبوت " وتجسيدات أخرى للذكاء الصناعي – يوجد ما يطلق عليه قوانين Isaac Asimov التي تحكم معاملة الروبوت ) بنفس المعني ، نجد أن المواثيق المجتمعية والشخصية التي تحكم الأخلاق مختلفة كما تختلف طرق البحث ، والفلسفات ، والدينات ، التي قد برزت وتطورت في ثقافات متنوعة علي مدي الألفية السابقة .
وأيضاً الاعتراف الضمني بالذكاء الأخلاقي يثير مجموعة جديدة من الموضوعات التي تتعلق بقدسية الحياة الإنسانية – كيف يجب أن يعامل الناس كل منهم للآخر ما هي القواعد التي يجب أن تحكم تناغم وتنافر العامة في مجتمع أو طائفة ما ؟ هل ليس هناك معني للحديث عن " ذكاء فلسفي " عام ، ولا تتم تجزئته بمحاولة التركيز علي ما هو روحي خارج نطاق الخبرة البشرية العاطفي الأخلاقي ، الكوني، والديني ؟

استنتاج : عن العلاقة بين ميادين كل من الذهن والأخلاق
Conclusion : On the Relation Between the Intellectual and the Moral Realms

من المفيد التفكير في عالم مثل الذهن علي أنه الحيز يستقر في " الذكاء " فقط بعد أن تم الاحتواء الناجح لجوهر ذلك العالم . لا اعتقد أنني ( أو آخرين ) قد تم لهم احتواء جوهر منطقة النفوذ الأخلاقي كواقعة للذكاء الإنساني . من الممكن التركيز أساساً علي الأحكام الأخلاقية كما فعل بعض علماء النفس أمثال Lawrence Kohlberg وأيضاً Carol Gilligan في مثل هذه الدراسات ، يسأل المرء الأفراد ماذا يمكنهم أن يفعلوه في مواقف مفترضة معينة ( علي سبيل المثال ، هل يمكن للمرء أن يسرق الدواء من أجل إنقاذ حياة شخص مريض ؟ ) . تبقي مثل هذه التأملات علي مستوي الفهم الفلسفي وأن تمييز منطقة النفوذ الأخلاقي يمكن تحقيقه في المقابل ، يستطيع المرء أن يركز علي السلوكيات الأخلاقية ( علي سبيل المثال ، هل يفعل الشخصي الشيء الصحيح عندما تكون لديه الفرصة لإخفاء أحد الأفراد الذي يطارد بصورة غير عادلة ) ، ولكن عندما يفعل هذا فإن المرء يخفي الطريقة التي بها يكون المرء مفاهيم تصرفاته . ينبغي علي المرء التعامل مع عادات جيدة التطويق بدلاً من نطاق ذهني منفصل .
عندما أفسر ذلك المكون المحوري في العلم او النطاق الأخلاقي هو الإحساس بالفاعلية الشخصية والمصلحة الشخصية ، إدراك بأن المرء عليه دور لا يمكن إنقاصه أو اختزاله تجاه الأفراد الآخرين وأن سلوكيات المرء تجاه الآخرين يجب أن تعكس نتائج تحليل السياق وممارسة إرادة المرء . إننا لا نفكر في غاندي Gandhi كشخص أخلاقي لمجرد التعقيدات في فلسفته أو الثناء الذي يستحقه علي سلوكياته . بدلاً من ذلك ، نحن نفكر في غاندي ( أو الأم تيريزا أو نيلسون مانديلا ) كأشخاص أخلاقيين بسبب الأدوار المحورية التي كانوا علي استعداد للقيام بها في عالم الشئون الإنسانية . إن إنجاز الأدوار الأساسية يتطلب بالتأكيد مجموعة من أنواع الذكاء الإنساني – بما في ذلك الذكاء الشخصي ، اللغوي ، المنطقي وربما الوجودي – ولكنه أساساً بيان عن نوع الشخص الذي يعبر عنه سلوكه ، أو بدقة أكبر نوع الشخص الذي طوره بنفسه ليكون كذلك . أنه ليس شيء ذاته ذكاء . ومن ثم " الأخلاق " بيان عن الشخصية ، الفردية الإدارة الطباع – وفي حالات الأكثر سعادة عن تحقيق الطبيعة الإنسانية في أعلي درجاتها .

محمد عبد الهادي حسين

المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 26/08/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى